الجمعة، 2 سبتمبر 2011

اهمية وخطورة التحول من التعامل بالدولار الى التعامل باليورو، على مستقبل امريكا وهيمنتها العالمية



تعيد شبكتنا نشر مجموعة مقالات ترجمتها شقيقتنا دورية العراق، حول اهمية وخطورة التحول من التعامل بالدولار الى التعامل باليورو، على مستقبل امريكا وهيمنتها العالمية، ودور قرار السيد الرئيس صدام حسين فك الله اسره في اطلاق شرارة استخدام اليورو بدل الدولار وما ادى اليه ذلك من غزو للعراق .
شبكة البصرة
اهمية وخطورة التحول من التعامل بالدولار الى التعامل باليورو
شبكة البصرة
مرة اخرى نسأل : لماذا غزت أمريكا العراق؟
انجمار لي يرفض البعض فكرة غزو امريكا للعراق كان من اجل النفط بسؤالهم " وماذا كنا نفعل بالنفط؟ هل نشربه؟ اننا نبيعه وامريكا بالتالي تشتريه مثل غيرها" . وتقول لهم امريكا تريد بالاستحواذ على النفط الهيمنة على العالم دون ان تستطيع ان تشرح اكثر. ولهذا يجب قراءة هذه المقالة والتي بعدها، لنفهم بالضبط لماذا غزت امريكا العراق ولماذا قد تعاقب ايران وتقصفها رغم رأي الكثيرين بعكس ذلك!
الجهلة فقط هم الذين صدقوا بوش حين قال ان اسلحة الدمار الشامل هي التي جعلته يهاجم ويغزو ويحتل ويذبح العراق. معظمنا اعتقد ان السبب هو سرقة نفط العراق ولكننا كنا على حق جزئيا. ان ما أرعب طاغية تكساس الرأسمالي حقيقة هو عندما لعب صدام ورقة بورصة النفط في تشرين ثان 2000. وذلك عندما بدأ صدام يبيع النفط العراقي باليورو. لقد عرض للخطر هيمنة الدولار باعتباره عملة التعامل النقدي الرئيسية في العالم . واذا قدر لخطوة صدام ريادة دول اخرى تحذو حذوه فإن ذلك سيكون اعلان انهيار كامل للاقتصاد الامريكي. ان الاستيلاء على النفط هو غنيمة جانبية . المسألة الاهم هي بورصة النفط .
تأسست اجندة هيمنة المحافظين الجدد على العالم على همينة الدولار في التعامل الدولي للنفط. امريكا تطبع الدولارات التي تتطلبها عمليات شراء النفط في انحاء العالم . وعلى العالم ان ينتج بضائع يمكن بيعها للحصول على العملة الخضراء لشراء النفط الذي يحتاجه. واحتكار طبع النقود لن يكلف امريكا سوى الورق والحبر الاخضر. وهكذا فإن الدولار الامريكي قد سمّن على علف الدجاجة الغنية بالنفط. وكانت لخطة بورصة النفط ان تعرقل الهيمنة الامريكية وهكذا دمرت دولة صدام حسين الى شظايا.
يحذر كراسيمير بيتروف الذي يدرس الاقتصاد الدولي في الجامعة الامريكية في بلغاريا :" اذا تشكلت بورصة النفط الايرانية فسوف تجمع حولها قوى اقتصادية رئيسية في العالم مما سوف يعجل بانهيار الدولار ." كان صدام اول موجة عاتية في التسونامي القادم . في 20 مارس 2006 سوف تبدأ ايران ببيع النفط باليورو.
إليكم ما قالته عصابة بوش في بيان الهيمنة العالمية للمحافظين الجدد والذي كتب في ايلول2000:

"
في الوقت الحاضر لا تواجه الولايات المتحدة عدوا عالميا. يجب ان تكون خطة امريكا العظمى الحفاظ على هذا الوضع والاستفادة منه الى اقصى حد مستقبلا.
ولكن مع ذلك هناك دول لها لديها احتمالية الصعود كقوى ( يقصد اوربا والصين والهند) وهي غير راضية على الوضع الراهن وترغب في تغييره اذا استطاعت في اتجاهات قد تعرض للخطر الظرف السلمي والمترف والحر نسبيا للعالم (يقصد الولايات المتحدة ) في الوقت الراهن. ولكن حتى الان تم ردع هؤلاء من القيام بذلك بسبب قدرة وحضور القوة العسكرية الامريكية في العالم (يقصد التهديدي الارهابي الامريكي) . ولكن بانحدار هذه القوة (يقصد انكسارها كما يحدث في العراق) نسبيا ومطلقا فإن الظروف الهانئة التي تشكلت بسبب ذلك سوف تتضاءل حتما"
واحدث خطاب للمحافظين الجدد حول مهاجمة ايران هو اعادة لنفس الاكاذيب التي تسببت في مهاجمة بوش الكارثية للعراقنفس طبول اسلحة الدمار الشاملة القديمة تقرع مرة اخرى لمهاجمة وتدمير البرنامج النووي المدني لاحمدي نجاد. سوف يفشل بوش في الحصول على تعاون وكالة الطاقة الذرية لتقديم ملف ايران الى مجلس الامن لفرض العقوبات على ايران ولن يكون هناك (تحالف الراغبين) يصدر عن الامم المتحدة ولن تكون روسيا والصين معتمة بالموافقة على ذلك (المقالة مكتوبة قبل خبر قبول روسيا والصين باحالة الملف الى مجلس الامن) وقد قام سفير بوش الى الهند ديفد مالفورد بتخريب الجزرة النووية التي لوح بها بوش للهند للانضمام الى الخط الامريكي . فللهند قنابلها الذرية الموجودة فعلا وبالنسبة لها مد انبوب نفط الى ايران اكثر اهمية لمصالحها. وهذا يجعل من ضربة وقائية امريكية او اسرائيلية اكثر احتمالا واليأس الجنوني للمحافظين بلغ مبلغا انهم لا يهتمون ان مثل هذه الهجمة قد تتحول الى حرب نووية.
صرح بوش بأن : كل الاختيارات مفتوحة على الطاولة . واستخدام القوة هو الاختيار الاخير لأي رئيس دولة . تعلمون اننا استخدمنا القوة في الماضي القريب لضمان امن بلادنا.
وقد كلف مكتب ديك تشيني هيئة STRATCOM لرسم خطة تتضمن عدوانا جويا واسع النطاق باستخدام اسلحة تقليدية واسلحة نووية محدودة . وقالت كوندليزا رايس :" انتهى وقت الكلام مع طهران" وقال جون بولتون ان بوش :" اوضح جليا بان ايران النووية غير مقبولة " اما نيوت جنجريتش الذي يحتمل ترشيحه للرئاسة في 2008 فيقول :" اذا لم يكن لدينا برنامجا جادا لتغيير حكومة ايران فسوف نعيش في عالم خطر جدا . هذا مثل عام 1935 ومحمود احمدي نجاد يتقرب من حافة ادولف هتلر كما رأينا" وقال وزير دفاع اسرائيل شارول موفاز ان اسرائيل تحضر لحماية نفسها اذا فشلت الجهود الدبلوماسية الدولية لاقناع ايران التخلي عن برنامجها النووي.
حين استولى المحافظون الجدد على البيت الابيض في 2000 كان فائض الولايات المتحدة يقارب 5 ترليون دولار. لقد اختفى كل ذلك واصبح العجز المحلي حوالي 500 بليون. واكبر دولة دائنة في ا لعالم مدينة اليوم بمبلغ 8,193,150,090,487.56 دولار والدين الامركي يتصاعد بحوالي بليون دولار كل يوم . الاجانب يمتلكون 48% من سوق اوراق الخزينة الامريكية و24% من اسواق اوراق الشركات الاميركية و 20% من كل شركات امريكا . واذا كان بوش يهرول بالحصان الامريكي بهذا الشكل فلماذا يريد اي احد في العالم ان يشتري بالدولار ؟
اليكم كيف خدع المحافظون الجدد العالم :
كتب سوهان شرما وسو تريسي وسوريندر كومار مايلي:

النفط يمكن شراؤه من الاوبك بالدولار فقط . والدول غيرالمنتجة للنفط مثل معظم الدول النامية واليابان يجب ان تبيع بضائع ومواد خام للحصول على الدولار الذي يستطيعون به شراء النفط. اذا لم يستطيعوا شراء دولارات كافية فعليهم اذن الاقتراض من البنك الدولي او صندوق النقد الدولي الذي يجب ان يسترد القرض مع الفوائد بالدولار ايضا . هذا طبعا يخلق طلبا كبيرا للدولارات خارج الولايات المتحدة . بالمقارنة : الولايات المتحدة هي الوحيدة التي تستطيع ان تطبع دولار مقابل البضائع . وحتى لاستيراد النفط لنفسها فإن الولايات المتحدة تستطيع ان تطبع دولار بدون ان تصدر او تبيع بضائع .
مثلا في 2003 وصل عجز الحساب الامريكي الراهن والدين الخارجي اكثر من500 بليون دولار . وبتعبير بسيط : سوف تستلم الولايات المتحدة 500 بليون دولار اضافية بشكل بضائع وخدمات من دول اخرى بدلا من تقديمها هي اليهم. والبضاعة المستوردة سوف تدفع بشكل اوراق نقدية من غير تغطية دولارية اي fiat dollars.
ولكن اسوأ كابوس للمحافظين الجدد هو هذا :
لدى الصين اكثر من 800 بليون دولار احتياط . عندما تبدأ ايران ببيع نفطها باليورو لماذا لاتقوم الصين بتحويل احتياطها من الدولار الى اليورو وتشتري النفط بنقود حقيقية بدلا من شرائها الدولار ببيع بضائع ؟ في كانون الثاني 2002 حولت كندا حوالي 20% من الرصيد الذهبي الى اليورو فأصبح لديها احتياطيات يورو تساوي 14 بليون دولار امريكي . وهذاحوالي 42% من اجمالي 33 بليون دولار بشكل ايداعات اجنبية وسندات في يد الحكومة . وقبل سنتين كان اليورو يشكل حوالي 7 بليون دولار من احتياطي كندا اي 23% من الاجمالي . وكانت المبيعات الذهبية قد خفضت حصة الدولار الامريكي في كندا الى 55 % من 75% . وتحت حكم هوجو شافيز تقوم فنزويلا بصفقات للمتاجرة بالنفط بالمقايضة مع 12 دولة في امريكا اللاتينية مما ينهي حصة امريكا.
في قمة الاوبيك في ايلول 2000 قدم شافيز تقرير (الندوة الدولية حول مستقبل الطاقة) واحدتوصياتها المهمة كانت :" ان تستفيد الاوبيك من عمليات المقايضة الالكترونية والتبادلات الثنائية لنفطها مع زبائن الدول النامية ." خطوة مثل هذه سوف تنهي هيمنة الدولار على تاملات نفط الاوبيك.
وتحسب اتحاد مقاومي الحرب نفقات الجيش الامريكي بحوالي 643 بليون دولار سنويا . وهذا الصرف المستهتر الذي يتجاوز نفقات العالم مجتمعا في النواحي العسكرية هو المسؤول عن 80من دين الولايات المتحدة. وحين يتوقف العالم عن تصعيد الدولار الامريكي المثقلبالديون سوف ينهي ذلك مشروع المحافظين الجدد للهيمنة على العالم كما سوف ينهي الخطرالارهابي الاسوأ في العالم وهو امريكا . وهذا يفهمه بوش جيدا وكذلك كما يبدو يفهمه نظراؤه الديمقراطيون المؤيدون للحربوعصبة رجال النفط المحافظين الجدد يفهمون بشكل اوضح (ذروة النفط) وتأثيراتها الكارثية على الاقتصاد الامريكي.
وفيما يلي اقتباس من المصرفي الاستثماري ماثيو سيمونز وهومستشار مهم في ادارة بوش وعملية مهام الطاقة لعام 2001 الذي يديرها تشيني ومجلس العلاقات الخارجية . :" مايعنيه الوصول الى ذروة النفط هو انه حالما تصل الى هناك تنتهي وفرة النفط . والوصول الى الذروة ايضا هو انتقال سريع نوعا ما الى انهيار خطر نسبيا على الاقل لأحواض النفط من حوض الى حوض . وسوف تكون تلك القضية هي اخطر قضية يواجهها العالم ."
وفي هذا المضمون المخيف لن يكون عسيرا علينا ان نفهم لماذا تستعد عصابة المحافظين الجدد وبوش للمجازفة بكل شيء من اجل الانطلاق لسرقة نفط العالم ولمهاجمة ايران وربما بقنابل ذرية.
ويمكننا ايضا ان نفهم لماذا لايحرك الديمقراطيون ساكنا . ليست هناك طريقة لفوز امريكا وامريكا معرضة لخسارة كل شيء.وكما قال جافن بوتلاند :" اذا كانت نظرية حرب عملة النفط هذه وهما ، يمكن للادارة الامريكية ان تدحضها بسهولة بالتصريح بان الولايات المتحدة لاتعترض على تصدير النفط الى مناطق اليورو باليوروان انهيار الاقتصاد الامريكي سوف يسبب كارثة اقتصادية عالمية . وللمفارقة ان ذلك الانهيار هو امل العالم الوحيد في تفادي كارثة بيئية عالمية . ولهذا يجب ان نساند بورصة النفط الايرانية .
*
انجمار لي كاتب كندي حر يعيش حاليا في الهند .
المصدر : http://www.informationclearinghouse.info


حرب البترودولار: النفط والعراق ومستقبل الدولار
اذا اردت ان تبدأ هذا العام بفهم افضل لما يحدث حولك في العالم،
 عليك ان تقرا هذه المقالة
ريان ماكجريل بعد شتاء من الخطب الحماسية من ايران ووكالة الطاقة الذرية وسعي الولايات المتحدة لنقل ملف ايران الى مجلس الامن . امريكا تضغط باتجاه قرار يجبر ايران على نبذ برنامجها النووي ولكن الصين تقاوم وروسيا تجلس على التل .(وافقت اخيرا الصين وروسيا على نقل الملف الايراني الى مجلس الامن)
يحذر الرئيس الامريكي بوش من ان افعال ايران تهدد امن الولايات المتحدة وحلفائها وان رفض ايران للتخلي عن برنامجها للطاقة النووية هو تهديد خطير ووشيك. ويدين الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد النفاق الامريكي ويعبر مرة اخرى عن رغبته في محو اسرائيل من الخارطة .
امريكا تهدد بتدخل عسكري . واحتجاجا على ذلك تغلق ايران صادراتها الى الغرب ويرتفع سعر البرميل الى 100 دولار وتطلق اسرائيل صاروخا لضرب المحطة النووية الايرانية في اصفهان.
وفي حين تقف انت في طابور الحصول على البنزين بسعر 2.50 دولار للتر تهرش رأسك وتتساءل ماذا يحدث بحق الجحيم وتشعر بالخوف مما سيحدث بعد ذلك .
هذا احد السيناريوهات العديدة المحتملة . على اية حال ربما هذا محتمل اكثر من بقية السيناريوهات . اذن ماالذي يحدث حقا ؟
الخطاب العام في الاخبار ان ايران تسعى للحصول على سلاح نووي تهدد به امريكا وحلفائها ولكن بعض المشاهدين سوف يلاحظون الفرق بين موقف امريكا من ايران ومثلا موقفها من باكستان او الهند وهما حليفتاها اللتان تمتلكان اسلحة نووية وترفضان توقيع معاهدة منع انتشارها .
وهناك اجراس تحذير اخرى تنطلق مثل تحذير وزير الخارجية السابق كولن باول من ان ايران تسير في طريق العراق. والمشاهدون يشعرون بالنعاس والملل اذ انهم سمعوا مثل هذا الكلام من قبل .
بعض القراء الاكبر سنا الذين يتذكرون الحرب الباردة سوف يتعجبون لماذا لا يعمل نظام الردع المتبادل. بالتأكيد لقد صور الرئيس احمدي نجاد في شبكات التلفزيون على انه رجل معتوه وهذا ما كان يقال عن الزعماء السوفيت ايضا .
اذا اردت ان تدخل هذا العام بفهم اوسع للقوى الجيوبوليتيكية التي تشكل مثل هذه الاحداث يجب ان تقرأ كتاب وليام كلارك : حرب البترودولار: النفط والعراق ومستقبل الدولار .
ان خطة ايران لاطلاق تبادل تجاري للطاقة يدعم رغبتها في تأسيس كتلة جيوبوليتكية مع الوسط الاوراسي الذي يشمل ايران والصين وروسيا واوربا والهند على وجه التفضيل (ولهذا نرى امريكا ترشو الهند بالتكنولوجيا النووية ) .
وهذا يهدد جهود الحكومة الامريكية للابقاء على اقتصاد سياسي عالمي ذي قطب واحد يحفزهالاستهلاك الامريكي ويعتمد على مركزية الدولار الامريكي.
وفكرة كلارك هي انه يمكن فهم النشاط العسكري والدبلوماسي الامريكي خلال السنوات الخمسة الماضية على انه الحفاظ على مايسميه كلارك (هيمنة البترودولار) او النظام العالمي الذي بموجبه تشتري الدول النفط بالدولار الامركي وهو الذي تم التفاوض عليه مع الاوبيك في السبعينات من القرن الماضي.
ويبني رأيه بعناية بداية من النظام الاقتصادي الذي اعقب الحرب والذي عرفته اتفاقية بريتون وودز وكشف عنها في 1971 حين نقض الرئيس نيكسون الوعد الامريكي بتحويل الدولار الى ذهب واوجد آلية جديدة في تسعير النفط من اجل الحفاظ على الطلب العالمي للدولار.
ويبني كلارك نظريته على سياسات القوة الامريكية مع فحص دقيق لذروة النفط الوشيكة وأحدث استخدامات للقوة من اجل تأمين احتياطيات الهايدروكاربون. ثم يحلل الطرق العديدة التي استخدمت بها امريكا جيشها من اجل حماية مصالحها الجيوستراتيجية موليا انتباها خاصا للمناورات لتحييد الامم المتحدة للتمهيد لغزو العراق.
ويؤكد الكاتب على ان الاعمال العسكرية تخدم في النهاية الهدف الاكبر وهو الحفاظ على هيمنة الدولار والذي تحميه الان متطلبات الدول الاخرى التي تشتري النفط بالدولار الامريكي.
ومما يثير الدهشة ان المحللين اليساريين الذين كانوا يتتبعون خطوات الامبريالية الامريكية يلتقون مع المحللين اليمينيين الذين كانوا يتتبعون اثر السياسات الاقتصادية الامريكية حيث يصل الطرفان الى نفس الاستنتاج وهو: ان الاقتصاد الامريكي يسير نحو كارثة خطيرة.
رئيس الاحتياط الفدرالي السابق بول فولكر يحذر من ان "75% من الاحتمالات ان الدولار سوف ينهار في السنوات الخمسة القادمة"
تملك الدول الاسيوية تقريبا ماقيمته 2 ترليون دولار نقدا وسندات. وقد اعلنت الصين مؤخرا عزمها على تنويع احتياطياتها من العملة الصعبة والهند تفكر باتخاذ نفس الاجراء.
وقد تكون بورصة النفط الايرانية الحصى الذي يدفع الى انهيار جبل الجليد .
المقالة من موقع الكاتب ريان
http://www.raisethehammer.org/index.asp?id=235

 
بزوغ القوة الكونية للولايات المتحدة
بعد قرون من استعباد الافارقة وذبح الهنود الحمر والاستيلاء على اراضي المكسيكيين ، لم تعد امريكا البيضاء قادرة على العيش في مجتمع متحضر ، او قيادة العالم بالتأكيد . لقد ساعدت الانتصارات السهلة والرخيصة على الضعفاء او الاسرى او الاعداء في الدول النامية على تعليم امريكا دروسا خاطئة وخلق قيم اجتماعية امريكية فاسدة.
كان التفكير بأن الثروات غير المحدودة في جنوب العالم الموجودة هناك من اجل نهبها والاستيلاء عليها والحقول الخصبة التي تنتظر عمالا لاتدفع لهم اجورا ، والدول الجنوبية الضعيفة التي تغري بالتحرش بها بهدف المتعة او الغنائم . . كل ذلك كان مثل شعير متخمر يطيح بتوازن سكير عمره اربعمائة سنة
ويتلبس رجال بوش الاحساس الامريكي الابيض بأن لهم الحق في الحصول على كل شريحة لحم يستطيعون انتزاعها من جيب او جسد من هو غير جدير بها . ومنذ ان وجد شيء اسمه الثقافة الشعبية الامريكية ، كان الاهتمام ينصب على النهب والافتراس : رعاة البقر القتلة والجنود القتلة والشرطة القتلة ورجال الاعمال القتلة . وقد لعب جون وين كل هذه الادوار ولهذا كان اشهر ممثل امريكي ابيض . فالسهولة التي كان يسيطر بها على خصومه صارت مثل ارث يتم تداوله من جيل الى جيل من المهاجرين البيض الجدد.
وهناك حقيقة تاريخية تبرز بشكل مبالغ به في الثقافة الشعبية الامريكية وهي ان الناس حول الامريكان البيض هم الذين يموتون دائما ، فالامريكان البيض لهم حق العيش وبرفاهية ، اما الاخرون فليس لهم هذا الحق . الاخرون هم دائما غير البيض في امة ابتكرت البياض الذي يمزج ويذيب كل اجناس اوربا في حين يفصل الاخرين باعتبارهم غير جديرين بسبب لونهم.
وحتى تاريخ قريب كان محظورا حظرا شديدا التجاوز على هذا الواقع المفروض وكان الاعدام يطبق بشكل تلقائي على اولئك الذين ينتهكون الامتيازات الطبيعية للامريكان البيض.
الامتياز والافتراس
كما يحدث في التطور البيولوجي فإن الذاكرة الجمعية الاجتماعية تحتفظ بالسلوك والرأي الذي يفيدها ويحقق مصلحتها . فالاعتداءات على الهنود الحمر سكان امريكا الاصليين افادت المستوطنين الاوربيين . . منحتهم اراض شاسعة مجانا ، واستعباد الاخرين جعلهم ملوكا وملكات وامراء واميرات واغنياء ، والغزو الخارجي للشعوب المستضعفة وذات البشرة الداكنة اكسبتهم احتراما . لم يأسفوا على حرب الا على الحرب الاهلية بينهم مع ان القليل من الامريكان البيض كانوا ضحايا تلك الحرب
اذن . . كان الافتراس والنهب نهجا جيدا افادهم كثيرا .
ومنذ اليوم الاول الذي وطأت فيه اقدامهم سواحل شمال امريكا كانوا مسلحين وفي غاية الخطورة واضعين نصب اعينهم الهدف السريع للاستحواذ على كل مايخطر في خيالهم ، ومنذ ذلك الحين تعلم (الامريكي الابيض) ان الناجين من مذابحهم يعجبون بهم . لقد عرفوا ذلك من احدهم الاخر . جيلا بعد جيل . . واي رأي آخر يهم سوى آراء بني جلدتهم . ادركوا بأنه طالما لم يستطع احد الوقوف بوجه سلاحهم القاهرة والفتاك فإن ذلك دلالة على تفوقهم . ومن يستطيع ان يناقش ذلك ؟
ومن خلال تداول آرائهم الضيقة هذه في حلقة مغلقة ، تطورت نظرتهم الى العالم ونمت في وجدان الامريكي الابيض حتى صارت اسلوبا اساسيا في التفكير قائما على الافتراضات التي تخدم الذات ، و هي تعدل بشكل آلي كل المعلومات التي لاتتفق مع هذا النمط من التفكير ورفض كل الحقائق (غير المناسبة) . أي حقيقة خارج العقلية الامريكية لاتهم وبالتالي لاتسجل
وبسبب بعض الظروف الخاصة جدا الناتجة عن الحرب العالمية الثانية ، تقدمت الولايات المتحدة الى وسط المسرح العالمي بكل هذه الافكار المسبقة معززة باسلحة نووية واقتصاد قوي بحيث اصبح الدولار هو العملة الكونية . فالنفط الخام يقيم بالدولار ويستخدم كوقود للنمو العالمي الذي اعقب الحرب ومعظم فوائده تذهب مباشرة الى الولايات المتحدة . و ما أن حلت الخمسينات من القرن الماضي حتى اعلن رئيس العالم بأن القرن العشرين هو القرن الامريكي.
بعد خمسين سنة ، ذكر تقرير مكتب طوكيو لشركة بلومبرغ للخدمات المالية في تقريره مايلي : لقد القت شركة بيرتامينا (شركة النفط الاندونيسية الحكومية ) قنبلة مؤخرا . لقد قررت استبدال الدولار باليورو في تجارة النفط والغاز .
وكان العالم منشغلا حينها في الاستعداد للحرب على العراق وانتشار مرض سارس في آسيا، فلم ينتبه الكثيرون لهذا الخبر الذي قد يكون له تأثير كبير على اكبر اقتصاد في العالم
وكانت مبررات اندونيسيا : ان الدولار قد يكون عملة العالم الاحتياطية ولكنها اصبحت متقلبة بسبب قيام امريكا بشن الحروب هنا وهناك . ويبدو ان آسيا تحاول بمساعدة قادة اوربا علىتقليل التأثير الامريكي في المنطقة . ونموذج طوكيو وجاكارتا وكوالالامبور مثل علىالعزوف العالمي عن الولايات المتحدة.
تبدلات في القشرة الارضية
هناك اشياء اخرى تحدث تحت السطح ولاتذكرها تصريحات رؤساء الوزارات . ان المشكلةالامريكية ليست في سوء السلوك ولكن في عدم الجدارة . ولايمكن لأي مجتمع عاقل ان يضعثرواته ومستقبله في ايدي امة تشكلت من شعب لايرى أي حقيقة خارج ذاته
وقد قرر الكثير من دول العالم ان الدولار اصبح مثل الزائدة التي يجب قطعها ، ومما يثيرالسخرية ان رجال بوش انتهكوا النظام العالمي الذي ميز الولايات المتحدة لعدة اجيال من اجل اجهاض التغيير الى اليورو الذي قام به بعض منتجي النفط العرب وفنزويلا
ومما هو جدير بالملاحظة ان سياسة امريكا الراهنة والساعية الى الهيمنة على العالم قد سارعت بالاتجاه الذي كان يمكن ان يأخذ عقودا من السنين حتى يتطور وينضج . لقد اصاب الامم رعبا وصدمة بسبب الخطر الذي تشكله امريكا على الاستقرار العالمي فسارعت تنشد الامان بعيدا عن امريكا بدلا من ان تطلب حمايتها .
وكما كتبنا في مقالة سابقة :
كل خطة ومشروع يتبناه افراد او امم سوف يأخذ في الحسبان مشاهد امريكا العنصرية وهي تمطر نارا على شعب اضعف بابتهاج وزهو بهذه الجريمة .
وليس معنى هذا ان الولايات المتحدة كانت في أي وقت حارسا امينا للرأسمالية قبل ان يستولي القراصنة على السلطة في يناير 2000 ، لأن الحكومات الامريكية المتعاقبة ساعدت على اضعاف الثقة الدولية بعملتها (الدولار) من اجل اهداف سياسية واقتصادية قصيرة المدى ، مغفلة المصائر المتشابكة مع الدول الاخرى بضمنها الصفوة المتحالفة ، وقد وصفت واشنطن رئيس وزراء ماليزيا بأنه ( غير متزن) في ان العكس هو الصحيح .
كتب الصحفي وليام بيزيك يقول : ان احد اسباب تفضيل قادة مثل محاضير محمد في ماليزيا اليورو هو ان هذه العملة ليس لها اجندة محلية فواشنطن اعتادت على تصعيد وتخفيض الدولار اعتمادا على احتياجاتها الاقتصادية . في بداية التسعينات كانت تفضل دولارا منخفض القيمة لتحفيز التنمية ، ثم بعد سنوات فضل البيت الابيض دولارا مرتفع القيمة لجذب رؤوس الاموال الاجنبية ، وبما ان 12 دولة اوربية تستخدم عملة واحدة فإنها اقل عرضة لاستخدامها في اجندة سياسية لايمكن التكهن بها . كما ان البنك المركزي الاوربي هو الذي يتحكم في العملة وليس السياسيين .
اما في امريكا فإن رئيس هيئة الاحتياطي الفيدرالي آلان جرنيسبان اعتاد ان يتلاعب بالعملة حسب رغبات الادارة الامريكية الموجودة لأن اللعب بعملة العالم يحسن مظهر الساكن في البيت الابيض في عيون الناخبين الامريكيين.
وهكذا ساعد سلوك امريكا على خلخلة نظام التجارة العالمي . ولكن المخططين الاقتصاديين والبنوك المركزية في العالم يسعون نحو الاستقرار قبل كل شيء فلا احد يحب المشاكل التي يمكن ان يسببها شيء من الابتعاد عن الدولار او مايمكن ان يجلبه ذلك من انتقام امريكي ،فالولايات المتحدة معروفة بكونها امة تقتل من اجل ان تقضي على كل مالا يناسبها . وقد ادرك العالم الان ان رجال بوش جادون حقا في موضوع القرن الامريكي الجديد ، وان عصبة بوش / تشيني / رامسفيلد ليس سوى نموذج اخر من (الفتوات) ورعاة البقر الاغلاظ وان الهوس الامريكي بعد 11 ايلول/سبتمبر كان اشبه بالهمجية منها صرخة ألم قومية.
لقد اصبح حديث اليورو اكثر انتشارا بعد قول بوش (معنا او ضدنا) في تشرين الثاني /نوفمبر 2001 وما أعقبه من اعلان الحرب على محور الشر . وقد بدأ المصرفيون الدوليون الحذرين يتحدثون عن تجارة النفط بموجب سلة عملات . ولكن الولايات المتحدة كانت مصممة على ان يكون الدولار هو العملة الدولية الى الابد ، وهكذا قرر القراصنة ان الاستحواذ على حقول النفط في الشرق الاوسط وتدمير العراق سوف يعلم العالم الا يعبثوا مع الدولار مرة اخرى .
الصراخ بالحقيقة
لقد كان القراصنة على خطأ . ان التمرد على الدولار يكاد يصبح حركة رفض عالمي ويترجمبسرعة في ردة فعل دفاعية موحدة ضد المجانين في البيت الابيض . ان اندونيسيا وماليزيا يتحدثان بصراحة اكثر من الدول الاخرى .ولكن هيهات ان يفهم رجال بوش ان اعتداءاتهم على الاستقرار الدولي ستجلب لهم بلاء سوف يأتي كالصاعقة في صدمته وترويعه .
تقول كوندليزا رايس ( عاقبوا فرنسا ، تجاهلوا المانيا ، وسامحوا روسيا ) وهكذا تضمن ان تتسارع هذه الدول في خطتها لعزل الولايات المتحدة .وينبح القرصان المؤسس وليام كريستول ( انتهزوا التأثير النفساني في فترة تنفس الصعداءمابين اعتداء مسلح وآخر ) ويصرخ مايكل ليدين ( استمروا في الهجوم السياسي ) علىسوريا وايران .
ويعتقد رجال بوش ان هذه هي الدبلوماسية وان العالم يجب ان يكون ممتنا لهم . والمجتمع الدولي الذي لم تعد الولايات المتحدة عضوا حقيقيا فيه وانما حضورا خطرا عليه يناضل للدوران حول الامريكيين بخلق هياكل جديدة للتجارة والتعاون .
يعتقد القراصنة انهم يحملون ورقة الكوتشينة الرابحة : نصف جيوش العالم تحت ادارة واحدة فائقة التكنولوجيا ، ولكنها اداة مثلومة ذات استعمالات ضيقة ، فالقنبلة الحقيقية تقبع تحت عتبة امريكا وسوف يتمزق الدولار عندما يشرع ملايين الافراد والمؤسسات في الهرولة الى الاتجاه الاخر.
ان الاستقرار هو الذي جلب رأس مال العالم الى الولايات المتحدة ، والان لقد حول رجال بوش الولايات المتحدة الى ماكنة رهيبة من عدم الاستقرار، والقراصنة يصرخون بالتهديدات على كرة الجليد فوق قمة الجبل وسوف يدهشون عندما تسقط الكرة من القمة على رؤوسنا.المصدر : موقع   http://www.blackcommentator.com
شبكة البصرة
 الاربعاء 2 محرم 1426 / 1 شباط 2006

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق