الجمعة، 9 سبتمبر 2011


الذهب لا يطلع ولا ينزل

هو المعيار

هل تقصد الدولار يرتفع بالنسبة للذهب
؟؟؟
مستحيل
أخي الفاضل
الدولار لا يمكن أن يرتفع في ظل وضع أمريكا الحالي بل لا يوجد أي اتجاه للدولار إلا أن يتجه جنوبا - انخفاض- ، ولكن هناك مأساة اقتصادية خطيرة بجانب الوضع الاقتصادي الحالي السئ وهي أن علم الاقتصاد نفسه لا زال يرزح تحت نير الفكر الكلاسيكي لأدم سميث ودافيد ريكاردو وغيرهما وحتى كينز وهو اقتصادي حديث لم يستطع إلى حد كبير أن يتخلص من هذا الخضوع للاقتصاد الكلاسيكي. 
وهذا الخضوع قد انتبه إليه مؤخرا أحد الاقتصاديين الكبار وهو ساموليسون والحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد، لا زال علم الاقتصاد يعمل على مبادئ العرض والطلب وأن الحكومة تستطيع أن تصحح الوضع الاقتصادي عن طريق التحكم في الفائدة وعن طريق ضخ المال في السوق ولازال هناك اعتقاد بأن العملات يجب أن تغطى بالذهب ولكن هذا المبدأ الأخير قد صار نظريا بحتا والسياسات المالية نزعت نفسها من موضوع الغطاء هذا تحت الضغط الهائل للديون والتضخم وعدم كفاية كمية الذهب العالمي لتغطية تلك العملات ، والفساد المالي الرهيب الذي طغى بسبب سيطرة البنوك على كل نواحي الاقتصاد
إذا فما هي فائدة اقتناء الذهب إذا لم يكن الذهب غطاء لأي عملة ؟
وأضف إلى ذلك أن أسعار الذهب تتأثر جدا بصعود الدولار أو نزوله ، كيف تستطيع عملة لا ارتباط لها بالذهب أن تؤثر فيه صعودا وهبوطا ؟
الذهب الآن يشترى لأنه ملاذ آمن من هبوط العملات التي لايوجد بينه وبينها أي ارتباط ، ورغم ذلك أنت لا تستطيع أن تذهب بقطعة ذهب وتشتري بها ما تريد ، لماذا ؟ لأن الذهب ليس عملة.
بعض المفكرين الاقتصاديين في أمريكا وغيرها بدأوا يلتفتون إلى هذه النقطة مما دفعهم إلى الاعتقاد أن أمريكا تتعمد تعميق أزمة الدولار لأن هذا هو السبيل الوحيد للتخلص من ديونها وجعل منتجاتها رخيصة ثم بعد ذلك ربما يفكرون في تقديم عملة جديدة مغطاة بالذهب كما يؤمن Ron Paul أحد أشهر أعضاء الكونجرس.

خلاصة القول أخي الكريم - هذا استنتاج بناءا على معطيات اقتصادية وأفكار لبعض الاقتصاديين - أن الناس حين يشرعون في فهم طبيعة العلاقة بين الذهب والدولار ربما يفقد الذهب بريقا قويا ويشرع في الهبوط وعدم وجود عملة واحدة مغطاة بالذهب يجعل المشكلة أكثر تعقيدا وغرابة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق